سـجــين ... [ 148 ]

الأربعاء، 25 فبراير 2009


قصة..فصولها تروي قصتي في صفحات هذه الحياة ..السجين قصة واقعية أحد افراد بطولتها هي أنا ..اتمنى أن يعجبكم اسلوبي في سرد كلمات ساقت حياتي .. : )
بسم الله الرحمن الرحيم
::148 حياة جديدة ::
(1)
سرحت رغم عني عندما سلمت عهدتي وأخبرتني انه يمكن استلامها بعد خمسة سنوات .
.ياه أمرغمة أنا على هذا ؟
أسلمهم ما حافظت عليه خارجاً كي..
سجينة 148 هيا أسرعي ..قلت بصمت غاضب :تبا لك انتظري لقد خطفت مني ممتلكاتي.. سجينة 148 هل تسيرين ولا أوسعتك ضرباً هذا ما قالته تلك المرأة البدينة ذات الشعر المجعد ملوحة بعصاها صمت مجبرة وسرت وأنا أيضا مجبرة على المسير.
.سرت مع مجموعة السجينات الجدد إلى مبنى منفصل لا اعلم ما هو ولكني سمعت تلك المرأة تهمس لصديقتها ضاحكة سيعرضون الآن مفاتنهن للخطّابة ..
فضحكت الأخرى لمقصد جهلتهالمضحك بالأمر أن كل واحدة منهن تطلق عبارات السخرية وتتفاخر بها ولو رأت نفسها للحظة بالمرآة لانكسرت المرآة صارخة ...!!البدينة الأولى يقال أن لقبها المرعب ..
ويشاع عنها أنها عدوة الاستحمام .. لا يأمنها صديق ولا تثق هي بأحد ..
يقولون أيضاً أن صديقها الخوف تداعبه وترعبه من شده جبروتها ..
أما الأخرى فعلى النقيض تماماً تكاد تكون ظل المرعب لصغر حجمها ونحافتها..المحزن أنها كما يقال تكرس نفسها ومشاعرها خدمة للمرعب .. فإن سمحت لها المرعب بالضحك ضحكت وإن أمرتها بالبكاء لجبرت نفسها على ذلك ..
هذا ما شاع بين السجينات أصحاب السوابق بصفي !وقفنا أمام مبنى مكتوب عليه التصوير الفوتوغرافي تذكرت هوايتي..كنت جريئة ..الكل يخبرني أنها هواية رجالية أكثر من نسائية.. كنت لا أبالي ما يقالون فقط أهتم بعدستي وما تلتقط .
.ابتسمت وأنا أرى تلك المصورة العجوز التي ترتجف يداها على زر الالتقاط قبل ملامسته..
الكاميرا ترجع لقرن للوراء ..أما الاستيديو فهو اسم على غير مسمى يفتقر لكل مسماه .. تشوقت أكثر لأرى نتائج تلك المعدات المتناهية ..!!جاء دوري بعد أن نادوا علي بلقبي الجديد سجينة 148 دورك...
حفظته لقد حفظته وكيف لا أحفظ هذا الرقم وهو وحده يمثل لي قصة ..
بل حياة بأكملها ستعرفون ما هي لاحقاً ..قلت بحماس نعم!جلست وفردت ظهري ..ثم ابتسمت مستعدة ..
فصرخت تلك البدينة غاضبة : يا سجينة من تحسبين نفسك ؟ ساندي كروفر ..!!فأفرغت الأخرى كل ما في حنجرتها من مخزون ضحكات على تعليقها! فامتعضت لكلماتهن القاسية
ورددت قائلة : أنها صورتي أنا ..أنا من أتحكم بالملامح التي أصدرها فاقتربت مني تلك المرعبة أو المرعب حتى كادت أن تلصق خدها العفن بخدي هامسة :..
لأنك سجينة جديدة سأتجاهل جملتك هذه ولكن إن تكررت فاعلمي أن سنوات إقامتك هنا ستصبح جحيم على يدي !كتمت أنفاسي الغاضبة وقلت: ما المطلوب؟
فقالت العجوز المصورة : يا إمرة أنت في سجن تبتسمين على ماذا ؟ على حظك العاثر؟ أو على جرمك المشين! فقط امنعني ثغرك من الظهور كي التقط لك صورتك فورائك كثيرات قلت بنفسي : ياااه كل هذه المحاضرة وكل هذا الامتعاض لأني ابتسمت فقط ! التقطت صورتي بعد ما رسمت بيدي كل معالم الحزن الأصلية والكاذبة حتى تكون الصورة صورة سجينة ..
فهي بالنسبة لهم صورة تعبر عن ماضيي وحاضري...وأيضاً مستقبلي .انتظرت الأخريات حتى ينتهين فهن وإن اخذوا وقت يبقى قليل مقارنة بالوقت الذي أخذته أثناء التصويرفي الخارج وتحديداً في ذلك الشارع الذي قد يكون آخر نور رأته عيني أي قبل دخولي لهذا المكان كنت احتاج لأقل وأسرع صورة النصف ساعة مع الاستمرار في عدة محاولات للوصول لنتيجة مرضية وكثيراً ما يخيب ظني من عدستي ونفسي لما التقطت !تذكرت بنت أخي الصغيرة التي ما إن أناديها حتى تعرف أن في الأمر عدسة!كانت تتأفف وأنا أحاول جاهدة أن أصبرها بعروض وإغراءات الحلويات وأنواعها ..
حتى طمعت بعروض أكثر وأصبح ثمن الصورة يتطلب مني أن أخسر مبلغ وقدره .. أتذكر ذلك اليوم جيداً عندما أخذتها لأحد الشواطئ وألبستها زيي أعددته للصورة ..فخجلت صغيرتي من المارة ولم أخجل أنا..!!لأني كنت أطمح لهدف ما ونلته !تباً لذاكرتي التي تجبرني على الشوق..!!أتمنى أن أراها تلعب أمامي الآن ..أتمنى أن اسمع ضحكات صغيرتي..دون مزيد من الصور!
أكتمل صف السجينات واستعدينا للرحيل للمحطة الأخيرة وهي محطة توزيعنا على العنابر ..تقدمت خطوة للأمام حينما نادت مدونة البيانات لقبي سجنيه 148 ..نعم؟العنبر الثاني !وقد يتساءل قارئي ما هي مميزات العنبر الثاني ..!!؟
هل تطل شرفته على حديقة متسعة !!أم على مسبح كبير مطل على سقف مشمس ..! أو ربما يكون تصنيفه من الأجنحة الإمبراطورية التي تستلزم الإقامة بها لمدة يومين فقدان راتب شهرين لموظف من الدرجة الثانية!ببساطة يقولون ذوات الخبرة معي أن مسمى هذا العنبر ..الجناح الملكي ..لهدوئه وقلت مشاكله ..وإن أغلب نزلائه تأخذهم العاطفة فالكل به يهيم بمن يفقد!حظك رائع..قالتها أحداهن في وصف المحبوبة ..
أقصد العنبر الثاني !دخلت العنبر وأوصدت الأبواب أخيراً من خلفي .. وبقي منها بصيص أمل .. أمل مرتبط برقم مختوم على صدري سجين 148 هذا الرقم الذي سأعيش في ظله سنواتي الخمس ......(1)

إعادة الزمن ..{ لن يقع الكرسي مرة أخرى .."

الأربعاء، 11 فبراير 2009



{تأرجح يمنة ويسرى عندما أستنئذنها بالسقوط!!

كان عمر صداقته قد تجاوزت الخمس سنوات معها ..فأعترف انه قد جاملها بأوقات كثيرة من الفرح ..وأيضا الحزن!!

شهد على لحظات الجوع !
ولحظات الولائم الفاخرة!!
سمع الكثير الضحكات والثناء على الأكلات

جلست عليه كعادتها فهي لا تستطيع الجلوس على الأرض البتة!

جلست وكلها ثقة أنه سيحتويها كما كان من قبل
!!

فابتسم للأسف وتأرجح!!
ثم ودعها بالسقوط
!!

ولكنه رفض أن يسقط وحيداً


سقط ..وسقطت معه : )



أمي سماع صوتك في ذلك اليوم جعلتني أقسم

وأوعد نفسي بأن زمن وقوع الكراسي ...لن يعود
!!





فلا بد من رفض الاسباب للإحتراس من وقوع الاحتمالات



أعدك أمي : )