Taxi...{ نصايح بوبدر }

الأحد، 5 يوليو 2009



لا يطري لبالك في يوم ما أن تلك الأرصفة التي نشاهدها في الجانب الآخر تسكنها جمع من المعلومات!!
وهذا ما اسميه بجامعة الشوارع!!

فقد تكون خارج لعملك زاحمُ فكرك بكثير من أمور العمل ملتصقة معها بعض من بقايا هموم البيت مضاف عليها قليل من بهارات الهموم الحارقة ثاقلاً بها حقيبة عقلك وجسدك وقدمك التي تسير مقيدة بذلك الروتين الصباحي فيقطع كل ذلك الحشد الزاحم منبه يلفت انتباه عقلك فيستوقف ما شغله ليشغل نفسه بشيء أهم!!... تلك هي جامعة الشوارع

اسمحلي قارئي ان انقل لك نفس الصورة ولكن بزحام مختلف!!

كانت الساعة تشير إلى الثانية عشر ظهراً عندما غطت وجوهنا تلك الحقائب المرتبة ترتيب تصاعدي فلا نرا إلا تدرجات اصواتنا المتبخرة في حرارة شمس مكة رغم كل ذلك كنا نتحدث !
لا أبالغ عندما اقول اننا قد حفظنا جميع الوان الحقائب وماركاتها فلقد مرت بجانبي حقائب غالية الثمن من ماركة السيد لويس فينتون وبنفس الوقت مرت ايضا حقائب ساعدتها الحبال على ان تبقى بمسمى حقيبة !

مللنا الانتظار وذاقت ذرعا امي كذلك فالحديث في جو الانتظار ممل حتى وان كان مغلف بجو الاستمتاع !
فما كان منا الا ان نصمت ونرا الحشد الراحل معنا فهذا يكاد يجيد العربية وآخر صديقنا باللهجة الخليجية وكثر من لغات ولهجات بصعوبة تعرف مصدرها وربما ببعض من الشرود الفضولي في حياتهم وملامح وجوهم قد تتعرف عن البلد الراحلين من اجله !
في الساعة الثانية عشر ظهراً وعشر دقائق وصل التاكسي المنتظر وحتى إن لم يمكن منتظر فهو سيصبح منتظراً رغم عنا وعنه فالملل أحكاااااااام

:: بوبدر ::
أعرفكم به رجل في أواخر الخمسينات من عمره اخذ منه الدهر ما اخذ ولا نبخس ذلك الدهر حقه فهو اعطاه الكثير من الشيب الابيض الذي غزا لحيته
ساعد اخي في حمل الحقائب الى السيارة على الرغم منه ان هو من يحتاج ان يحمل !
تحركنا اخيراً راحلين الى جدة وتحرك مع المحرك لسان بوبدر
كانت لهجته لهجة سعودية بدوية تستطيع من خلالها ان تفهم المجمل العام للحديث وليس كل كلمة على حده!
اعشق حديث كبار السن وكلامهم الصعب فهو نفحه من التراث تتمنى ان تسكن في ريحها اكبر قدر ممكن !
تعرف علينا وعرفنا عن نفسه بكل لباقة ..كان يركز الحديث مع اخي احتراماً له ولعائلته الموجودة العائلة ما هي الا انا وامي !
رجل في هذا المنطق وفي هذا السن تستنج منه انه اذا حدثته عن مواضيع المرأة او عن مواضيع ثقافية فسيجيبك من منظور أن المرأة تعيش فيها بيتها وتموت في بيتها!
بوبدر جاء بعكس ما أظن
نصحني أن أصبح دكتورة!
نصح أخي بالزوجة الصالحة ..وأصر أن اختارها أنا وليس أمي
استغربنا إصراره وحين سؤاله عن السبب أجاب أن البنت قريبة من فكر البنت وهي أقدر بالحكم على البنت الصالحة وإن كنت انا فتاة ناضجة وصالحة فإني قادرة على أن ازوج أخي ببنت تناسبه!! > نظرية بوبدر ..( 1 )
رميت الكره في مرماه كي أرى نوع الهدف الذي سيسجله قلت قاصده "يقولون أن المرأة السعودية ستتولى قيادة السيارة قريباً "
أتاني بإجابه عفواً ...بهدف غير متوقع
"أتمنى أن يتعجلوا بهذا الأمر " ..!!غريبة سيدي انته غير معارض ..ولما أعارض وأنا أثق بزوجاتي الأربع وبناتي !
أنا اسخط على أصحاب التفكير المحدود الذين يقللون من شأن المرأة


..كان الطريق طويل ولكن نصائح بوبدر أعطته قصراً مميزاً
بعض تلك النصائح استعطت أن أدونها والآخر لم استطع!

بوبدر أنت من علمني أحكم على الناس بالمخفر وليس المظهر
فليس البيئة والعلم واللبس هم من يصنعون العقل بل الإنسان نفسه هو صانعه..

1 التعليقات:

AL Ro0oR يقول...

مع أنني لم أتكلم ! إلا أنني ومنذ وصولكم وأنا أنتظر نصائح بوبدر !
علمت أنها ستكون من ذهب !

الله يخلي بوبدر !

* اشتقت لحرفكِ !